موسوعة التعلم والتدريب
الرئيسية المقالات استشارات استبيانات المجلس المنتديات بازار التدريب
 



تصفح مقالاتنــا





free counters


مقالات ذات صلة


الصعوبات و التحديات التي تواجه التعليم العربي

الإعجاز في أسلوب الرسول التعليمي

أهمية المصداقية في شخصية المربي

البرمجة الإيجابية في تربية الرسول الكريم

من إستراتيجيات التعلم النشط التعلم الذاتي وتعلم الأقران

الدور التربوي للحدائق المدرسية




تابعنا في:
Facebook Twitter YouTube
المقالات >> تعليم وتدريب >> تعليم >> مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية

مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية 5

بواسطة: غالية نوام, بتاريخ: الأحد, 27 سبتمبـر 2009
2982 قراءة


 

مراعاة الجوانب النفسية والتربوية للمتعلم، وبيئته :عن أنس بن مالك قال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله رسول جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله مه مه قال صلى الله عليه وسلم " لا تزر موه، دعوه " فتركوه حتى بال : ثم أن رسول الله دعاه فقال له : " إن هذه المساجد لا تصلح لشيء مثل هذا البول والقذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن " أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلوا من ماء فشنه عليه " (مسلم).

   تجنب إحراج المتعلم : وذلك بالابتعاد عن سؤال المتعلم عن أمر خاص لا يود أن يطلع عليه أحداً من الناس، يقول تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" (المائدة: 101).

  العناية بتعليم المرأة: فحين صلى العيد - صلى الله عليه وسلم - اتجه إلى النساء فوعظهن وأمرهن بالصدقة(البخاري)، بل تجاوز الأمر مجرد استغلال اللقاءات العابرة، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النساء قلن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- :"غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك"، فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن:"ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار"، فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: "واثنين"(البخاري).

   التوجيه للتخصص المناسب: روى البخاري تعليقاً والترمذي عن زيد بن ثابت: أن قومه قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -:ها هنا غلام من بني النجار حفظ بضع عشرة سورة فاستقرأني فقرأت سورة ق، فقال إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا علي أو ينقصوا، فتعلم السريانية. فتعلمها - رضي الله عنه - في سبعة عشر يوماً.

مخاطبة المتعلمين بأحب أسمائهم واستخدام الكنى: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يكني أصحابه، إكراماً لهم" (مسلم 1/271).:يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "أعز الناس علىًَّ جليسي الذي يتخطى الناس إليَّ، أما والله إن الذباب يقع عليه فيشق علي "، وقال الأحنف بن قيس: "لو جلست إلى مائة لأحببت أن التمس رضا كل واحد منهم " (بهجة المجالس 1/45).  

ولعله من المـهم أن يـوضــع في الاعتــبار ما يلي: - إن ما ورد من أساليب وسبل تربوية/ تعليمية ما هو إلا غيض من فيض، وكتب السنة المطهرة تزخر بالكثير من ذلك. - أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد استخدم وسائل تربوية/ تعليمية متنوعة ما بين بصرية وسمعية بصرية، بما يتناسب مع مقتضيات الموقف، ومن تلك الوسائل: الإشارة بالأصابع; وباليد; وباليدين معًا: والتشبيك بين الأصابع; والإشارة إلى الوجه والكفين، وإلى السمع والبصر، وإلى الصدر، وإلى الحلق، وإلى اللسان، واستخدام الحصى والعصا، والرسم على الأرض، والعروض أو التوضيحات العملية، استخدام المجسمات/ الدمى، واستخدام الأشياء الحقيقية الخ. - مع تذكر أن البيئة في عهده، صلي لله عليه وسلم، لم تكن لتساعد عـلى توفـير الوسائل التقنية/التعليمية، وأنه لم يكن ليتكلف صنع تلك الوسائل، بل كان يوظف الإمكانات المتاحة في البيئة المحلية، وأن الرسول أمـي لا يقرأ ولا يكتب:"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ. قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"(الأعراف: 157ـ158). كما أن معظم الصحابة رضي الله عنهم أميون.

 - إن تلك الوسائل التربوية/ التعليمية، كان لها آثاراً إيجابية واضحة مثل: تأكيد معنى، وزيادة وضوح وبيان، وإبراز أهمية الموقف التربوي التعليمي، وإطالة أمد التعلم، وإثارة انتباه المتعلمين، ونحو ذلك من الفوائد والمزايا التربوية.

حتى أن بعض الصحابة ظلوا يتذكرون الوسيلة التعليمية التي استخدمها الرسول أمامهم بعد سنوات من مشاهدتها، مما يؤكد عظيم الأثر الذي تركته في نفوسهم، مثل قول البراء بن عازب رضي الله عنه: سمعت رسول الله - وأشار بأصابعه - وأصابعي أقصر من أصابع رسول الله. - ثمة سؤال يُطرح: إذا كان الرسول قد استخدم مثل الوسائل التعليمية في تعليم أصحابه، فماذا يعني ذلك بالنسبة للمربين المسلمين حالياً؟.

 إن ذلك يبرر استخدامها في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وفي تدريس مادة التربية الإسلامية وغيرها من المواد الدراسية، لما في ذلك من مزايا وفوائد تساعد على نجاح أداء الرسالة التربوية/التعليمية. وتمكن إلى النفاد إلى قلوب المدعوين.

فحري بالمعلمين والدعاة التأسي بهديه في تعليم الناس أمور دينهم ودنياهم. - وإذا كان الرسول المعلم صلي الله عليه وسلم قد استخدم وسائل تعليمية في تعليم الكبار، فإن من البديهي أن الصغار أشد حاجة إليها، لأنه يصعب عليهم إدراك المفهومات المجردة بدون استخدام وسائل تساعدهم على الفهم والإدراك، وتعينهم على التركيز والانتباه لشرح المعلم والتفاعل الإيجابي معه، ولذلك فإن على المربين/ المعلمين/ الدعاة الحرص على توظيف هذه الوسائل النافعة أثناء أدائهم لعملهم خدمة لأهدافهم، وتشويقًا لسامعيهم، وتوفيرًا لوقتهم، وقبل ذلك كله تأسيًا بنبيهم.

 - لـم يعد اعتماد النظم التعليمية الحديثة على التقنيات التربوية والوسائل التعليمية درباً من الترف، بل بات ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم. لذا فقد تطورت تطوراً متلاحقاً كبيراً حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في ظل ارتباطها بنظرية الاتصال الحديثة Communication Theory واعــتـــمادهـا على مـدخل النظم Systems Approach.

 - تلعب دوراً جوهرياً في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلم. فاشتراك جميع الحواس في عمليات التعليم يؤدي إلى ترسيخه وتعميقه. كما تساعد على استثارة اهتمام المُتعلم واشباع حاجته للتعلم To Motivate The Learner، فيكتسب خبرات واقعية متراكمة تحقيق أهدافه.

 وتُزيد من مشاركته الايجابية في اكتساب خبراته. ولها اهميتها في تيسير بناء مفاهيم سليمة، وتنمية أفكار وقدرات ومهارات متتعددة، وتعـديل الــسـلوك، وتـكـوين الاتـجـاهـات الجديدة، وتنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة (نظرية سكنر). كما تساعد تلك التقنيات/ الوسائل التعليمية عـلى تـحاشي الوقوع في "اللفظية".

 فالمُعلم قد يستعمل ألفاظاً ليست لها عند المُتعلم الدلالة التي لها عند الأول، ولا يحاول توضيح هذه الألفاظ المجردة بوسائل مادية محسوسة تساعد على تكوين صور مرئية لها في ذهن الطالب، ولكن اذا تنوعت هذه الوسائل فإن اللفظ يكتسب أبعاداً من المعنى تقترب به من الحقيقة الامر الذي يساعد على زيادة التقارب والتطابق بين معاني الألفاظ في ذهن كل من اطراف العملية التربوية والتعليمية. كما تُسهم في تنويع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين. - التقنيات التربوية/التعليمية تساعد على التفكير العلمي السليم،حيث أن الملاحظة والتجريب عمليتين رئيسيتين في هذا المجال، وتحقق أهداف التربية الحديثة في التعلم الذاتي والتعلم المستمر، فمشاهدة وسيلة معينة قد يغني عن حديث طويل. وتساهم في تنمية البحث العلمي. كما تعتبر الوسائل التعليمية سجلاً للأحداث والظواهر التي تنتهي، فالاحتفالات والمناسبات التاريخية تسجلها الوسائل التعليمية وتحفظها للأجيال. فضلاً عن أنها تساعد في خلق الحاجة للتعلم.

 - كل ذلك وغيره ينعكس في جعل عملية التعليم في صورة أفضل، واقتصادية بدرجة أكبر من خلال زيادة نسبة التعلم إلى تكلفته. فالهدف الرئيس لها تحقيق أهداف تعلم قابلة للقياس بمستوى فعال من حيث التكلفة وتوفير الكثير من الوقت والجهد والمال. -من المفيد الاستعانة بالتقنيات الحديثة في الاتصال والتعليم وفي تصميم وعرض بعض الوسائل التعليمية، وبخاصة التليفزيون التربوي/ التعليمي Educational Television، والتعليم بمساعدة الحاسوب: Computer Assisted Instruction، والإنترنت Internet، كذلك استخدام المسجل، وجهاز عرض الشرائح، Slide Projector، وجهاز العرض العلوي The Overhead Projector، وجهاز عرض الأفلام الثابتة 35 مم، والفيلم التعليمي المسجل على شريط فيديو الخ.

. خلاصة القول بغية التأصيل الإسلامي للعلوم التربوية والنفسية تمثل تلك الوسائل التربوية التعليمية التي استخدمها الرسول صلي الله عليه وسلم في تعليم أصحابه والناس كافة، نماذج رائدة، وافية بالغرض، فالعبـــرة ليس بعـــدد الوســائل التي استعان بها في عملية التربية والتعليم، وإنما بتقرير المبدأ والفكرة. وحيث إن الرسول مُشرع، فيكفي استخدامه الوسيلة لمرة واحدة، ليكون في ذلك أسوة وهديًا للمربين في كل العصور. كل ذلك وغيره يشكل ذخيرة تربوية قيمة لنا اليوم.

 فحري بنا دراستها واستيعابها، وإتخاذها نبراسًا نستنير به في جهودنا الرامية إلى تربية أجيال مسلمة قادرة على بناء حضارة إسلامية معاصرة. فصلاة وسلامأ دائمين متلازمين علي معلم الناس الهدي.

 

 المصدر:موسوعة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة

 



هذه المقالة تتألف من عدة صفحات، استخدم التالي، والسابق للتنقل بين صفحاتها. وكذلك يمكنك استخدام الفهرس

< السابق التالي >



فهرس المقالة

مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية







السابق
إيلاف نت التالي