موسوعة التعلم والتدريب
الرئيسية المقالات استشارات استبيانات المجلس المنتديات بازار التدريب
 



تصفح مقالاتنــا





free counters


مقالات ذات صلة


الصعوبات و التحديات التي تواجه التعليم العربي

الإعجاز في أسلوب الرسول التعليمي

أهمية المصداقية في شخصية المربي

البرمجة الإيجابية في تربية الرسول الكريم

من إستراتيجيات التعلم النشط التعلم الذاتي وتعلم الأقران

الدور التربوي للحدائق المدرسية




تابعنا في:
Facebook Twitter YouTube
المقالات >> تعليم وتدريب >> تعليم >> مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية

مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية 2

بواسطة: غالية نوام, بتاريخ: الأحد, 27 سبتمبـر 2009
3966 قراءة


 الشروح العملية: ورد في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تدل على استخدام النبي صلى الله عليه وسلم العروض العملية في تعليم الصحابة أمور الدين كالطهارة والوضوء: روى مسلم أن عثمان بن عفان رضي الله عنه، دعا بوضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاث مرات; ثم مضمض واستنثر; ثم غسل وجهه ثلاث مرات; ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات; ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك; ثم مسح رأسه; ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات; ثم غسل اليسرى مثل ذلك ثم قال: رأيت رسول الله توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال رسول الله: "من توضـأ نحو وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين، لا يحدّث فيهما نفسه، غُفر له ما تقدم من ذنبه". قال ابن شهاب: وكان علمــاؤنا يقــولـون: هذا الوضـوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة. كما أخرج أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:" إن رجلاً أتى النبي فقال: يا رسول الله كيف الطهور؟ فدعاء بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا; ثم غسل وجهه ثلاثًا; ثم غسل ذراعيه ثلاثًا; ثم مسح برأسه وأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه وبالسباحتين باطن أذنيه; ثم غسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم" (أو ظلم وأساء).

- وكيفية الصلاة: أخرج البخاري أن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: "أتينا إلى النبي، ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يومًا وليلة، وكان رسول الله رحيمًا رفيقًا، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا، أو قد اشتقنا، سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه، قال: ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم -وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها- وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمَّكم أكبركم"(البخاري برقم:595).

 - وبيان عملي لكيفية تحديد أوقاتها: روى مسلم عن بريدة رضي الله عنه عن النــبي: أن رجلاً سأله عن وقت الصلاة، فقال له: صل معنا هذين -يعني اليومين - فلما زالت الشمس أمر بلالاً فأذن، ثم أمره فأقام الظهر، ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية، ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق، ثم أمره فأقام الفجر حين طلع الفجر. فلما أن كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر فأبرد بها ( الإبراد هو الدخول في البرد )، فَأَنْعَم أن يُبرد بها. وصلى العصر والشمس مرتفعة، أخرّها فوق الذي كان، وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلى العشاء بعدما ذهب ثلث الليل، وصلى الفجر فأسفر بها ( أي أدخلها في وقت إسفار الصبح، أي انكشافه وإضاءته". ثم قال: أين السائل عن وقت الصلاة؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: وقت صلاتكم بين ما رأيتم". - فهنا نجد أن الرسول لم يقدم للسائل عن وقت الصلاة إجابة شفوية، بل أحاله على الخبرة المباشرة التي هي أعلى مستويات التعليم كما هو معــلوم، حيث أمره بالصلاة معه لمدة يومين، وذلك ليتمكن من فهم وإدراك أوقات الصلاة عبر الممارسة الفعلية، وقد كان.

وفي هذا الصدد يقول الإمام النووي في شرح هذا الحديث: (فيه بيان أن للصلاة وقت فضيلة ووقت اختيار; وفيه أن وقت المغرب ممتد; وفيه البيان بالفعل فإنه أبلغ في الإيضاح، والفعل تعم فائدته السائل وغيره; وفيه تأخير البيان إلى وقت الحاجة، وهو مذهب جمهور الأصوليين.

 - وفي الحج يقول صلي الله عليه وسلم:" يا أيها الناس: خذوا مناسككم، فإني لا ادري لعلي لا أحج بعد عامي هذا" (سنن النسائي: برقم 3012). - ودرس عملي رائع في الاعتماد على النفس، ومكافحة المسألة: عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي يسأله، فقال: "لك في بيتك شيء؟ قال: بلى، حِلْسٌ نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقدح نشرب فيه الماء، قال: ائتني بهما، قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله بيده، ثم قال: من يشتري هذين ؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: من يزيد على درهم ؟ ( مرتين أو ثلاثًا)، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاري، وقال: اشتر بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قَدومًا، فأتني به، ففعل. فأخذه رسول الله، فشدَّ فيه عوداً بيده، وقال: اذهب فاحتطب ولا أراك خمسةَ عشر يومًا، فجعل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فقال: اشتر ببعضها طعامًا وببعضها ثوبًا، ثم قال: هذا خير لك من أن تجيء والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا لِذِي فقرٍ مُدْقِع، أو لذي غُرْمٍ مُفْظِع، أو دمٍ موجِع".

 في هذا الهدي الشريف يتجلى أمامنا موقف تعليمي رائع، فالرسول كان بإمكانه أن يمنح السائل شيئًا من ماله، أو يندب الصحابة إلى إعطائه ما يسد حاجته ذلك اليوم أو بضعة أيام. غير أنه أراد أن يلقن ذلك السائل القادر على الكسب والحاضرين جميعًا درسًا عمليًا في الاعتماد على النفس، وذم المسألة وبيان عواقبها الوخيمة على الإنسان في الدنيا والآخرة. ولقد تولى رسول الله بنفسه بيع ممتلكات السائل الزهيدة، في مزاد علني، ثم أمره أن يشتري بدرهم طعامًا لأهله وبالآخر قدومًا. وقد حرص عليه الصلاة والسلام على أن يشد في القدوم عودًا بيده الشريفة، إظهارًا لأهمية الموقف وجدية الأمر وشرف العمل، ثم أمره أن يحتطب ويتكسب من بيع الحطب. 

 - ومشهد بليغ من مشاهد "التدريب المهني": أخرج ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله مر بغلام يسلخ شاة، فقال له رسول الله: "تنح حتى أريك، فأدخل رسول الله يديه بين الجلد واللحم، فدحس بها حتى توارت إلى الإبط، وقال: يا غلام هكذا فاسلخ، ثم مضى وصلى للناس ولم يتوضأ".(الدحس) هو إدخال اليد بين جلد الشاة ولحمها. إن هذا الحديث الشريف إلى جانب كونه برهاناً على اعتماد الرسول على التوضيح العملي في تعليم أصحابه رضي الله عنهم المسائل التي تتطلب ذلك، فإنه يمثل أيضًا لونًا من ألوان "التدريب المهني" لهذا الشاب المسلم ومن شارك في ذلك الموقف التعليمي، ويتضمن توجيهًا نبويًا للأمة المسلمة في كل العصور للعناية بتدريب أبنائها على المهن التي تتطلبها حاجات المجتمع المسلم. 

  المصدر:موسوعة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة

   .د./ ناصر أحمد سنه



هذه المقالة تتألف من عدة صفحات، استخدم التالي، والسابق للتنقل بين صفحاتها. وكذلك يمكنك استخدام الفهرس

< السابق التالي >



فهرس المقالة

مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية







السابق
إيلاف نت التالي