موسوعة التعلم والتدريب
الرئيسية المقالات استشارات استبيانات المجلس المنتديات بازار التدريب
 



تصفح مقالاتنــا





free counters


مقالات ذات صلة


الصعوبات و التحديات التي تواجه التعليم العربي

الإعجاز في أسلوب الرسول التعليمي

أهمية المصداقية في شخصية المربي

البرمجة الإيجابية في تربية الرسول الكريم

من إستراتيجيات التعلم النشط التعلم الذاتي وتعلم الأقران

الدور التربوي للحدائق المدرسية




تابعنا في:
Facebook Twitter YouTube
المقالات >> تعليم وتدريب >> تعليم >> مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية

مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية 3

بواسطة: غالية نوام, بتاريخ: الأحد, 27 سبتمبـر 2009
2867 قراءة


 الحركات المعبرة: "ومنها الإشارة بالأصابع أو اليد أو اليدين أو غيرهما أو تغير ملامح الوجه أو هيئة الجلسة الخ بهدف التعبير أو تجسيم الأحاسيس وبلورتها، وهي تختلف عن أفعال الإنسان الأصلية التي يقوم بها في أكله وشربه. ومن أمثلة استخدام الإشارة بالإصبع ففي عدة مواقف مثل تشبيه التكاتف بين المؤمنين بالبنيان المرصوص، وشدة قرب الساعة مع البعثة النبوية. ونراه، صلى الله عليه وسلم، يشير بقوله:"أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بأصبعه السبابة والوسطى"(البخاري).

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله: "أنا وامرأةٌ سَفْعَاءَ الخدين كهاتين يوم القيامة -وجمع بين إصبعيه السبابة والوسطى - امرأة ذات منصب وجمال آمت من زوجها، حبست نفسها على أيتامها حتى بانوا أو ماتوا".(سفعاء الخدين): قال في الصحاح: سفعته النار والسَّموم، إذا لفحته لفحًا يسيرًا فغيرت لون البشرة. والسفعة في الوجه سواد في خدي المرأة الشاحبة.

 - وعــن البــراء بن عازب قـال: سمــعت رســول الله وأشار بأصابعه- وأصابعي أقصر من أصابع رسول الله - يشير بإصبعه يقول: "لا يجوز من الضحايا: العوراء البين عَوَرُها، والعرجاء البين عرجــها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تَنْقِي".(العجفاء) المهزولة.(التي لا تنقي) أي التي لا نقي لها، أي لا مخ لها لضعفها وهزالها. وعن أبي عثمان قال: كتب إلينا عمر ونحن بأذربيجان أن النبي نهى عن لبس الحرير إلا هكذا، وصفَّ لنا النبي إصبعَيْه، ورفع زهير -أحد الرواة - الوسطى والسبابة. ففي هذا الحديث نجد أن التوضيح العملي من قبل النبي للمقدار المباح من الحرير للرجال، بأن صفّ إصبعيه أمام المتعلمين، يساعد على بقاء أثر التعلم لديهم بأقوى من اللفظ المجرد عن هذه الوسيلة. وقوله:"الفتنة من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان" وأشار بيده إلى المشرق"(متفق عليه).

- الإشارة بالأصابع على شكل حلقة: عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن رسول الله دخل عليها يومًا فزعًا يقول:"لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها).. قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث". (ردم ) سد. (الخبث) الفسوق والفجور والمعاصي.

 - الإشارة بالأصابع مثل القبة: عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: أتى رسول الله أعرابي فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس، وضاعت العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك.. قال رسول الله: ويحك أتدري ما تقول؟ وسبح رسول الله، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال: "ويحك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك، أتدري ما الله؟ إن عرشه على سمواته لهكذا (وقال بأصابعه مثل القبة عليه) وأنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب". (ليئط) أي يُصوِّت، (أطيط الرحل) أي كصوته.

- التشبيك بين الأصابع: استخدم الرسول التشبيك بين أصابعه الشريفة للكناية عن القوة والتماسك حينًا، وللتداخل بين شيئين حينًا آخر، وللاختلاط والاختلاف حينًا ثالثًا، ومن ذلك عن أبي موسى رضى الله عنه عن النبي قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك بين أصابعه".

 - وإذا كنا رأينا الرسول في الأحاديث السابقة يستخدم أصابعه الشريفة، فإنه قد يستخدم أحيانًا أصابع المتعلم لتوضيح المعنى المراد، فقد أخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ( من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يُعـلِّم من يعمل بــهن)؟ فقال أبو هريرة: فقـلت: أنا يا رسول الله. فأخذ بيدي، فعد خمسًا وقال: "اتق المحارم تكن أعبد الناس.. وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.. وأحسـن إلى جارك تكن مــؤمنًا.. وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا.. ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب".

-بالإضافة إلى إشارته إلى صدره، ورد في السنة أنه كان يشير إلى صدر المخاطب أحيانًا ويدنيه منه، فعن وابصة بن معبد قال: أتيــت رســول الله وأنـا أريـد أن لا أدع شيـئــًا من البـر والإثــم إلا سألته عنه، وإذا عنده جمع فذهبت أتخطى الناس. فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول الله، إليك يا وابصة. فقلت: أنا وابصة، دعوني أدنو منه فإنه من أحب الناس إلي أن أدنو منه، فقال لي: ادن يا وابصة، أدن يا وابصة، فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته فقال: يا وابصة أخبرك ما جئت تسألني عنه، أو تسألني، فقلت: يا رسول الله فأخبرني، قال: جئت تسألني عن البر والإثم، قلت: نعم، ( فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ) ويقول: يا وابصة استفتِ نفسَك، البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس، قال سفيان: وأفتوك". - وكان أحياناً يغير نبرات صوته: "كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم"(مسلم)، وأحياناً يغير جلسته كما في حديث أكبر الكبائر: "وكان متكئاً فجلس فقال ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور"(الشيخان).

التشويق وتنويع المثيرات والاستجابات ومنها السكوت أثناء الإلقاء لجذب الانتباه :روى البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أي شهر هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه؟..الحديث.

- استشهاده بالأشياء الحقيقية والعينات: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الأشياء الحقيقية في مواقف عديدة منها مشهد يُبين هديه صلي الله عليه وسلم في حرمة الحرير والذهب علي رجال الأمة: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: خرج إلينا رسول الله - وفي إحدى يديه ثوب من حرير، وفي الأخرى ذهب، فقال:" إن هذين محرمٌ على ذكور أمتي حلٌ لإناثهم". ولا شك أن رفع الرسول للحرير والذهب في يديه الشريفتين، أقوى بيانًا، وأعمق أثرًا من القول: إن الذهب والحرير محرمان.

 - ومـثلـه الحديث الـذي أخرجه النسائي عن عبد الله ابن عمرو أن رسول الله أتى بعيرًا فأخذ من سنامه وبرة بين إصبعيه، ثم قال: "إنه ليس لي من الفيء ولا هذه، إلا الخمس، والخمس مردود فيكم". وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله مر بالسوق داخلاً من بعض العالية، والناس كَنَفَتَه، فمر بجدي أسك ميت، فتناوله فأخذه بأذنه، ثم قال: "أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيًا كان عيبًا فيه لأنه أسك، فكيف وهو ميت فقال: فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم".(كَنَفَتَه) وفي بعض النسخ (كنفتيه) يعني الأول جانبه، والثاني جانبيه.(جدي أسك) أي صغير الأذنين. - ومنها تبيانه العملي لأهمية اللسان.

 فعن معاذ رضي الله عنـه قال: قال رسول الله: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنــامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله (فأخذ بلسانه) وقال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب النــاس في النار على وجوههم -أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم"؟ قال الترمذي: حديث صحيح. وقال المباركفوري: وإنما أخذ عليه الصلاة والسلام بلسانه وأشار إليه من غير اكتفاء بالقول تنبيهًا على أن أمر اللسان صعب.

   - استخدام الحصى: عن بريدة رضي الله عنه قال:"قال النبي: هل تدرون ما هذه وهذه؟ ورمى بحصاتين. قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذاك الأمل، وهذاك الأجل".وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله: أخذ ثلاث حصيات، فوضع واحدة، ثم وضع أخرى بين يديه، ورمى بالثالثة"، فقال: هذا ابن آدم، وهذا أجله، وذاك أمله " التي رمي بها".

 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "دخلت على رسول الله في بيت بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: "فأخذ كفًا من حصباء فضرب به الأرض"، ثم قال: هو مسجدكم هذا" (لمسجد المدينة). قال النووي في شرح هذا الحديث: "وأما أخذه الحصباء وضربه في الأرض، فالمراد به المبالغة في الإيضاح لبيان أنه مسجد المدينة. والحصباء بالمد الحصى الصغار.

   - استخدام العصا:عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي: "غرز بين يديه غرزًا، ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعده"، ثم قال: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا الإنسان، وهذا أجله، وهذا أمله، يتعاطى الأملَ والأجلُ يختلجه دون ذلك".

- المجسمات/ الدمى، و"الألعاب التربوية": عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي، وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله إذا دخل يتقمَّعْن منه، فيُسرِّبُهُنّ إلي فيلعبن معي".(يتقمعن منه) يدخلن البيت ويستترن منه.

وفي رواية (ينقمعن).(فيسرِّبهُن إليّ) يرسلهن واحدة بعد الأخرى. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سَهْوَتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لُعَبٍ، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي. ورأي بينهن فرسًا له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة! قالت: فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه". (السهوة) كالصفة تكون بين يدي البيت، وقيل شبيهة بالرف والطاق يوضع فيه الشيء. (ناحية الستر): طرفه، (نواجذه) أي: أواخر أسنانه. يقول الحافظ بن حجر: (واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعب من أجل لعب البنات بهن. وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم عياض ونقله عن الجمهور، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن ) (1 ).

 وما أشار إليه الحافظ بن حجر يرحمه الله في تعليله لجواز بيع اللعب للبنات، يعد من أحدث الاتجاهات التربوية الحديثة، وهو "التعلم عن طريق اللعب"، حيث أجريت بحوث كثيرة حول أهمية وأثر الألعاب التربوية في تعليم الطلبة. وأظهرت هذه البحوث أن الألعاب التربوية وسائل تعليمية فعالة وقوية التأثير في تغيير سلوك المتعلم واتجاهه، وذلك باكتسابه معارف ومهارات دقيقة يواجهها في واقع حياته العملية، ومن ثم في اتجاهه نحو الهيئات والوسائل التي يتفاعل معها. ومن أهم فوائد الألعاب التربوية أنها تعمل على إشراك المتعلم إيجابيًا في عملية التعلم، أكثرمن أية وسيلة أخرى مشابهة، لأنه يستخدم قدراته في أثناء اللعب. ولذلك تعتبر الألعاب التربوية وسائل فعالة لقياس اتجاهات المتعلمين وتنميتها وتعزيزها. 

 



هذه المقالة تتألف من عدة صفحات، استخدم التالي، والسابق للتنقل بين صفحاتها. وكذلك يمكنك استخدام الفهرس

< السابق التالي >



فهرس المقالة

مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية







السابق
إيلاف نت التالي