موسوعة التعلم والتدريب
الرئيسية المقالات استشارات استبيانات المجلس المنتديات بازار التدريب
 



تصفح مقالاتنــا





free counters


مقالات ذات صلة


الصعوبات و التحديات التي تواجه التعليم العربي

الإعجاز في أسلوب الرسول التعليمي

أهمية المصداقية في شخصية المربي

البرمجة الإيجابية في تربية الرسول الكريم

من إستراتيجيات التعلم النشط التعلم الذاتي وتعلم الأقران

الدور التربوي للحدائق المدرسية




تابعنا في:
Facebook Twitter YouTube
المقالات >> تعليم وتدريب >> تعليم >> مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية

مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية 4

بواسطة: غالية نوام, بتاريخ: الأحد, 27 سبتمبـر 2009
2960 قراءة


استثمار المواقف في التربية/ التعليم: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - سبي، فإذا امرأة من السبي تحلَّبَ ثديها تسقي؛ إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها، وأرضعته، فقال: "أترون هذه طارحة ولدها في النار"، قالوا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، قال: "لله أرحم بعباده من هذه بولدها"(متفق عليه). ونشاهده صلى الله عليه وسلم يقول لأبي ذر رضي الله عنه وهو يعلمه الزهد في الدنيا: "ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبًا.." حال مشاهدتهما لجبل أحد، لا شك أنه أشد وقعًا، وأبقى أثرًا، وأقوى إثارة لانتباهه، عما لو كان بعيدًا عنه. وقديمًا قيل: ما جاء في وقته وقر. وكلنا يعلم أن أبا ذر رضي الله عنه أصبح من أشد الناس زهدًا في الدنيا، وإعراضًا عن زخارفها.   المحاكاة والتدريب العملي: من هذا هديه صلى الله عليه وسلم للآباء لتعويد أبنائهم بالصلاة لسبع سنين وضربهم عليها إذا بلغوا عشر.

   الجمع بين التعليم الفردي والجماعي: في كثير من النصوص نقرأ: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالساً مع أصحابه، بينما كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم، فهذا نموذج للتعليم الجماعي. وأما التعليم الفردي فنماذجه كثيرة، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد كفي بين كفيه"(متفق عليه). ومن ذلك ما ورد من غير واحد من أصحابه: أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومن ذلك حديث معاذ :"كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم- على حمار فقال : يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله.."(الشيخان).

  عناصر الكون المادية (البيئة): كان صلى الله عليه وسلم يذكر هذه العناصر في مواقف متعددة ويقرب بها المراد: كفضل العالم على العابد، وتوضيح فضل قراءة القرآن والفرق بين المؤمن والمنافق والكافر في ذلك، وفي فضل التبكير إلى الجمعة، ورؤية الله بالنسبة للمؤمنين، ففي الصحيحين: أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ (البخاري ومسلم وأحمد).  وقد كان اللوح من ضمن ما يستخدم من أدوات لكتابة القرآن الكريم.

   الرحلات التعليمية: حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على طلب العلم وبين لها مكانة طالب العلم.

   التعويد على معرفة العلة ومناط الحكم: فلما سئل عن بيع الرطب بالتمر، قال: "أينقص الرطب إذا جف؟"، قالوا نعم، فنهى عن ذلك" (رواه الخمسة).

 وحين نهاهم عن بيع الثمرة قبل بدو صلاحها قال: "أرأيت إن منع الله الثمرة بم تستحل مال أخيك؟"(البخاري ومسلم). وحين قال: "وفي بضع أحدكم صدقة"، قالوا له: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر، قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر"، قالوا: نعم، قال: "فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجراً"(مسلم).

  التعويد على آداب ومهارات ومنهج طرح الأسئلة: ففي موضع يقول صلي الله عليه وسلم: "إن أعظم المسلمين في المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين، فحرم من أجل مسألته"(البخاري ومسلم)، ويقول:"إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال"(متفق عليه). فها هنا يذم السؤال، لكن في موضع آخر يأمر به، ويثني عليه:"ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال"(أبو داود)، "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟..."، "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث"(البخاري).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن الناس سألوا النبي بالمسألة، فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال:" سلوني، لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم" (مسلم: 2359).

 وعن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي قال: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم، حدثوني ما هي؟ (البخاري ومسلم والترمذي وأحمد). يقول ابن حجر رحمه الله : وفي هذا الحديث من الفوائد امتحان العالم أذهان الطلبة بما يخفى عن بيانه لهم إن لم يفهموه ".   التشويق والتنويع في العرض: فهو أحياناً يطرح المسألة على أصحابه متسائلاً : "أتدرون ما الغيبة"(مسلم)، "أتدرون من المفلس"(أحمد)، "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنما مثلها مثل المسلم فأخبروني ما هي"(متفق عليه). ولا شك أن السؤال مدعاة للتفكير وتنميته، ومدعاة للاشتياق لمعرفة الجواب مما يكون أرسخ في الذهن.

  الإجابة بالقواعد العامة: سأله رجل: إنا نركب البحر ومعنا القليل من الماء فإذا توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فلم يقتصر - صلى الله عليه وسلم - في إجابته على قوله نعم، وإلا كان الحكم قاصراً على الحالة موضع السؤال وحدها، إنما أعطاه حكم ماء البحر وزاده فائدة أخرى يحتاج إليها حين قال :"هو الطهور ماؤه الحل ميتته"(الترمذي وصححه)، ويعني هذا أن ماء البحر له سائر أحكام الماء الطهور، وليس فقط يجوز الوضوء به في هذه الحالة. وسئل: ما يلبس المحرم من الثياب؟، فقال: "لا يلبس المحرم القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس ولا ثوباً مسه ورس ولا زعفران ولا الخفين"(الشيخان)، فلم يعدد له ما يجوز للمحرم لبسه بل أعطاه قاعدة عامة فيما يحل وما لا يحل للمحرم لبسه. 

 تربيته لأصحابه على منهج التلقي: عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، فقال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجد"(الترمذي وقال حسن صحيح)، وقال في وصف الطائفة الناجية:"من كانوا على ما مثل أنا عليه اليوم وأصحابي"(أبو داود). وحين رأى مع عمر صحيفة من التوراة غضب، ونهاه عن ذلك، وقال: "لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي"(أحمد). 

  تربيتهم على منهج التعامل مع النصوص: خرج على أصحابه وهم يتمارون في القدر، هذا ينزع آية، وهذا ينزع آية فغضب حتى كأنما فقىء في وجهه حب الرمان من الغضب، وقال: "بهذا أمرتم، أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟!،انظروا إلى ما أمرتكم به فاتبعوه، وما نهيتم عنه فاجتنبوه"(أحمد).

   تعويدهم على الاستنباط: سأل أصحابه يوماً: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي". قال ابن عمر - راوي الحديث - فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت.

 ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: "هي النخلة"(الشيخان).

  أسلوب الإقناع العقلي : روى احمد عن أبي أمامه قال : إن شابا أتى النبي فقال يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فاقبل القوم فزجروه و قالوا :مه مه ! فقال :أدنه، فدنا قريباً، قال : فجلس قال أتحبه لأمك قال : لا والله جعلني الله فداءك …"، (رواه البخاري). وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً أتى النبي فقال: يا رسول الله ولد لي غلام أسود، فقال : هل لك من إبل؟ قال :نعم، قال ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم، قال: فأنى ذلك ؟ قال: نزعه عرق؟، قال: فلعل ابنك هذا نزع ؟. 

 توضيح المسائل عن طريق التعليل : ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن قال: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في إحدى جناحه داء وفي الآخر شفاء". وقد عقد "ابن القيم" فصلاً في كتابة أعلام الموقعين ساق فيه بعض ما ورد في السنة من تعليل الأحكام.   التوضيح، والتفصيل أثناء الشرح: روى الترمذى عن عائشة رضي الله عنها قالت :"ما كان رسول الله يسرد كسردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل، يحفظه من جلس إليه" (حسنه الألباني رحمه الله). 

 تأكيد ما يحتاج التأكيد: فقد حلف على مسائل كثيرة تزيد على الثمانين: "والله لا يؤمن.. والذي نفسي بيده.. وأيم الله.." وغيرها كثير.

   تكرار الكلام إذا اقتضى المقام، وتجنبه بلا داع : روى البخاري وأحمد بن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي: أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه. يقول المباركفوري: والمراد أنه كان يكرر الكلام ثلاثاً إذا اقتضى المقام وذلك لصعوبة المعنى أو غرابته أو كثرة السامعين لا دائماً فإن تكرير الكلام من غير حاجة لتكريره ليس من البلاغة.

   عدم التشدق، والتقعر في الكلام: روى الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال : إن رسول قال: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً الله، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة " الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون" قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: "المتكبرون" (قال النووي حديث حسن).

   ترغيبه أصحابه في العلم، وعنايته به: لا شك أن لذلك الترغيب دوراً كبيراً في إيجاد الحماسة لدى طالب العلم للتعلم، والاستزادة من ينابيعه. فحين جاء ثلاثة نفر وهو جالس مع أصحابه فجلس أحدهم خلف الحلقة، والآخر رأى فرجة فجلس فيها، وأما الثالث فأعرض، فقال - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك : "أما الأول فآوى فآواه الله، وأما الثاني فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الثالث فأعرض، فأعرض الله عنه"(البخاري).

 وفي البعد عن المشتتات كان - صلى الله عليه وسلم - يحدث أصحابه فجاء رجل فسأل عن الساعة فمضى في حديثه. فقال قوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال قوم: لم يسمع. ثم سأل مرة أخرى: متى الساعة؟ فمضى في حديثه، فلما انتهى من حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة، فقال: أنا، فقال - صلى الله عليه وسلم: إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وما إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"(مسلم)، فهو - صلى الله عليه وسلم - رغم أنه لم يقطع حديثه لم ينسَ هذا السائل ولم يهمله. وحين خطب في حجة الوداع قال أبو شاه: اكتبوا لي: فقال:اكتبوا لأبي شاه"(البخاري).

   التدرج في التربية والتعليم والتعلم : وذلك فيما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي بعث معاذاً رضي الله عنه فقال: " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات..الحديث".

والتدرج كما هو في الحديث يعني عدم الانتقال من جزء إلى آخر إلا بعد تحقق هدف الجزء الأول وهكذا إلى حين اكتمال جميع أجزاء المنهاج.

   مراجعة العلم والحفظ: أوصى حفاظ القرآن بتعاهده والعناية به: "تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها"(الشيخان)، وكان جبريل يدارسه القرآن" (البخاري).

 وحين علم - صلى الله عليه وسلم - البراء دعاء النوم قال أعده علي فقال:وبرسولك -الذي أرسلت فقال - صلى الله عليه وسلم - بل وبنبيك الذي أرسلت"(الشيخان).

   تربيتهم على القيام بواجب العلم: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار"(أحمد)، وقال - صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية"(البخاري)، وقال - صلى الله عليه وسلم - : "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع". وقد روى هذا الحديث (24) من أصحابه مما يشعر أنه قاله - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من مناسبة.

 وانظر إلى أثر هذه التربية في قول أبي ذر -رضي الله عنه- : "لو وضعتم الصمصامة - السيف - على هذه - وأشار إلى رقبته - واستطعت أن أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قبل أن تجهزوا علي لأنفذتها" (البخاري).

   تشجيع الطالب والثناء عليه: سأله أبو هريرة -رضي الله عنه- يوماً: من أسعد الناس بشفاعتك؟ فقال - صلى الله عليه وسلم :"لقد ظننت أن لا يسألني أحد عن هذا الحديث أول منك لما علمت من حرصك على الحديث"(البخاري)، فما الظن بوموقف أبي هريرة رضي الله عنه، وهو يسمع هذا الثناء وتلك الشهادة منه- صلى الله عليه وسلم-، بحرصه على العلم بل وتفوقه على الكثير من أقرانه؟، وكيف سيكون أثر هذا الشعور كدافع لمزيد من الحرص والاجتهاد. وحين سأل أبي بن كعب: "أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم؟"، فقال أبي: "آية الكرسي"، قال له : "ليهنك العلم أبا المنذر"(مسلم).

   معرفة قدرات من حوله، ومراعاة الفروق الفردية، ونشاطهم لتلقي العلم: :"أرحم أمتي بأمتي أبو بكر يقول وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرأهم لكتاب الله أبي بن كعب، وافرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح ".

ونشاهده يقول لأبي هريرة حين سأله عن الشفاعة: لقد ظننت أن لا يسألني أحد عن هذا الحديث أول منك لما أعلم من حرصك على الحديث(البخاري). كما ورد أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخطب فدخل رجل فقال: يا رسول الله رجل غريب يسأل عن دينه، فترك خطبته ودعا بكرسي فجلس يعلمه ثم عاد لخطبته"(متفق عليه)، قال:"نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل منازلهم، ونكلمهم على قدر عقولهم). وعن علي بن أبي طالب قال:"حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله(رواه البخاري ج1 /225). عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان يتخولنا الموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا "(البخاري 682).

 



هذه المقالة تتألف من عدة صفحات، استخدم التالي، والسابق للتنقل بين صفحاتها. وكذلك يمكنك استخدام الفهرس

< السابق التالي >



فهرس المقالة

مشاهد من الهداية النبوية، وريادتها في استخدام التقنيات التربوية







السابق
إيلاف نت التالي