إذا كنا نستطيع نقل الأفكار, والآراء بوضوح أثناء المواقف اليومية بدون الاستعداد لذلك, فلم نحتاج إلى الاستعداد لأداء الإلقاء؟ هناك سببان رئيسيان لذلك, هما:

هذه هي الاستراتيجية التي يمكن استخدامها في تنظيم وتقسيم الإلقاءات الإخبارية. إن الاستخدام الأشهر لهذه الاستراتيجية يكون بتطوير كلمة تحتوي الأفكار الرئيسية كلها، حيث يتم جمع الأحرف الأولى للأفكار الرئيسة في كلمة واحدة (أو من خلال قافية، نغمة، التجانس، التطابق)، وتستخدم هذه الطريقة مع الطلاب من أجل مساعدتهم في تذكر المعلومات التي يحتاجونها، وربما أنك تعلمت في المدرسة الابتدائية تذكر ترتيب ألوان قوس قزح بتذكر الاسم:

 من أجل تنظيم وتقسيم متن الإلقاء نستطيع استخدام طريقة "المناظرة". في هذا النوع من التقسيم يُظهر المتكلم وجهي الموضوع، حيث يناقش حالة ثم يناقش الحالة التي تقابلها. هذا النموذج مناسب للإلقاءات الإخبارية أكثر من الإقناعية، لأنه يعادل بين وجهات النظر، وبعد مناقشة كل جانب من الموضوع، يمكنك اختيار الفكرة الأقوى والدفاع عنها، وفي هذه الحالة يصبح تقسيمك أكثر ملاءمة للخطاب الإقناعي من الإخباري.

افترض أنك قسمت موضوعك إلى أفكار رئيسية من خلال اختيارك للنموذج الأكثر ملاءمة، والآن أنت بحاجة لتطوير كل فكرة. من الواضح أن عدد الأفكار الرئيسية الذي يمكن أن تطورها في الإلقاء الواحد يعتمد على الوقت المحدد للإلقاء وعلى مدى تعقيد الموضوع وعلى مستوى الجمهور العلمي ومدى معرفتهم بالمادة، فليس هناك قاعدة ثابتة وإنما ينصحك معظم المدربين بأن تقوم بتطوير فكرتين رئيسيتين على الأقل وليس أكثر من خمس أفكار رئيسية، ويرى العديد من المدربين أن تطوير ثلاثة أفكار فقط هو الأفضل.

يتألف الإلقاء من أفكار رئيسية تشكل لبنات إلقائك، وكي يكون إلقاؤك مترابطاً مع بعضه بعضاً عليك ربط هذه الافكار تماماً كما يربط البنّاء الحجارة بالملاط، فالمتكلم الذي ينتقل من فكرة إلى أخرى يضع الملاط بين اللبنات وذلك بمساعدة عبارات الانتقال (transition) التي بدونها سيكون طرح أفكار الموضوع رتيباً، مما سيؤدي إلى عدم تدفق الأفكار بسلاسة، كما سيبدو الإلقاء متقطعاً.

إن معرفة توقيت وكيفية إنهاء الإلقاء هو فن لابد من إتقانه، وذلك من خلال العمل على تحقيق الأهداف الثلاثة التالية:

1- لخص أفكارك الرئيسية.

2- نشط استجابة الجمهور.

3- اعط النهاية.

بعد إعداد المتن ستكون جاهزاً كي تنتقل لإعداد المقدمة والخاتمة. يجب أن تصمم المقدمة بشكل يجعلها تحقق الأهداف التالية: 1- جذب انتباه جمهورك 2- عرض موضوعك 3- التأسيس لأهمية موضوعك 4- التأسيس لمصداقيتك للتكلم عن موضوعك، 5- عرض الأفكار الرئيسية. إن دراسة هذه الأهداف وطرق تحقيقها سيمكنك من وضع بداية واضحة وممتعة لإلقائك.

يمكنك استخدام هذا النموذج عندما تريد التقصي عن حالة أو حدث بدءاً من أسبابه وحتى نتائجه، أو بالعودة من النتائج إلى الأسباب. باستخدام هذه الطريقة من التقسيم يمكن تنظيم المواضيع الطبية والتي يناقش فيها المتكلم أعراض وأسباب المرض بسهولة. كما يمكن استخدام هذا النموذج في الإلقاءات الإخبارية التي تتحدث عن الأعاصير والبرق والزلازل والظواهر الطبيعية الأخرى. يوضح المثال التالي النموذج السببي:

وهو ينظم موضوع الإلقاء اعتماداً على التسلسل الزمني، والمواضيع التي تبدأ بعبارات مثل"الخطوات اللازمة لـ.." أو "تاريخ كذا..." هي مواضيع مناسبة لهذا التنظيم. مثال على ذلك: تاريخ جامعتك، سيرة المؤلف رفاعة عكرمة، مراحل التسمم، خطوات الحصول على فرصة العمل الأولى، كيفية تسويق المنتج. تم تنظيم وتطوير الأفكار التالية حسب التسلسل الزمني:

وهو النموذج الأكثر شهرة لتنظيم الإلقاءات، ويؤدي استخدام هذه الاستراتيجية إلى خلق مواضيع فرعية وطبقات يتشكل منها الموضوع الأكبر، فمثلاً: أثناء انتظار "عامر" في المطار لإحدى الرحلات، كان يرتشف فنجاناً من القهوة ويقرأ بعض البرشورات حولها، وقد وجدها ممتعة وفكر في أن تكون  القهوة موضوعاً لإلقاء إخباري، فقام ببحث إضافي ونظم إلقائه وتوصل إلى الأفكار التالية: