حلّل النظام (Analyze the System)
تكمن الغاية من هذا النشاط في المساعدة في عملية صنع القرار. وذلك بتحديد جميع العناصر والقضايا والحقائق والسمات الموجودة في نظام الزبون أو عملياته. حيث تقدم المعلومات التي تُجمَّع في هذه الخطوة خلفية أساسية لمطوّري التدريب والمستشارين والمتعهدين، ... الخ. لقد فشلت برامج التدريب في الماضي (وستستمر في الفشل) لأن النشاط التدريبي لم يتفهم احتياجات أو رغبات زبائنه. تسمح هذه الخطوة لك أن تتفهم النواحي الفنية واللافنية والسياسية والاجتماعية والثقافية لنظام الزبون.
لا ترتعب من عبارة "حلل النظام"، فهذا ليس تحليلاً على نطاق كامل للأنظمة، بل إنه لا يعدو كونه تقنية تجميع معلومات من أجل تأمين خلفية صلبة للدخول في عملية التدريب.
تسمح هذه المرحلة أيضا للزبون أن يتفهم نشاط التدريب وغايته. غالباً ما ينظر الزبائن للنشاطات الخارجية على أنها نشاطات متطفلة وتقاطع سير العمل اليومي عندهم، فيأخذون موقع الدفاع ويخفون مشاعرهم الحقيقية والوقائع. خلال هذه المرحلة الأولية يتوجب عليك إدخال الزبائن في نشاطات تطوير التدريب وجعلهم جزءاً من الحل، حيث يُنصَح بشكل عام في إدخالهم بشكل موسّع في إنشاء أي مشروع جديد، حيث يتضمن هذا العمل فوائد أخرى يتقبلها الزبائن وبنفس الوقت يستفيدون من نظام ساهموا هم في تحديده. بالإضافة إلى تعريف الزبائن والنشاط التدريبي على بعضهم البعض. وتذكر لا أحد يعرف متطلبات النظام أكثر من الأشخاص الذين يملكونه.
من الممكن أن ينهار كامل النظام ويتحول إلى فوضى مطلقة إذا لم يتم الاستفادة من خبراء مادة البحث (Subject Matter Experts) (SME) والذين عادة ما يتم إرسالهم للمساعدة في المشروع الجديد،وهم غالباً ما يُحبطون سير عملية التحليل، ولا يفهمون لماذا لا يمكن البدء فوراً بتطوير المشروع. وغالباً ما يقفزون إلى الأمام إلى مرحلتي التصميم والتطوير. وهنا يجب التأكد من أخذ اقتراحاتهم على شكل ملاحظات تصميم يتم إرفاقها بوثائق التحليل لأخذها بعين الاعتبار لاحقاً، مما يسمح لهم بالشعور بأن مُدخلاتهم تعتبر هامة ولن يتم نسيانها .
يتوجب عليك كذلك أن تتفهم نطاق النظام أو العملية. ونطاق النظام هو حدود النظام فعلى سبيل المثال عندما تقوم بتحليل قسم الإنتاج، قد تلاحظ أنه يتطلب العديد من التوريدات للإبقاء على عمله، كالمواد الأولية التي تلزم في صنع المنتَج، توريدات التنظيف وتوريدات الصيانة....الخ. فلا تبدأ بدراسة قسم التحكم بالجرد لأنه من المحتمل أن يكونا نظامين أو عمليتين مختلفتين تماماً، ومن هنا كان من الضروري البقاء ضمن عملية واحدة فقط حتى تتفهمها تماماً، فالعملية هي سلسلة من الأعمال المخططة التي تدفع قُدُماً بالمادة أو الإجراء من مرحلة إتمام إلى مرحلة إتمام تالية.
إن معرفة قواعد النظام تمكّنك من تفّهم أفضل للمهام التي تنتظرك، وبالرغم من أنك تهتم بالنظام ككل حتى تتفهم غايته وأهدافه، إلا أنّ التركيز الأساسي يجب أن يكون على الأشخاص ضمن النظام، فأنت بحاجة لأن تعرف أكبر قدر ممكن عن المتعلمين المحتملين، فبيانات الأشخاص المستهدفين تُعد أساسية ومفيدة إلى حدها الأقصى عند صنع القرارات المتعلقة ببرنامج التعلّم المقترح، فلابد لك من أن تتفهم قضايا الأشخاص لأن هذا هو المتغير الأكبر في برنامج التدريب.… وهو من أصعب الأجزاء التي يتم الاعتماد عليها في برنامج التدريب. يمكن للإحصائيين أن يخبروك كل شيء تريد معرفته عن الشخص " المتوسط "... ولكن يجب أن تحاول إيجاد شخص حي متوسط حقيقي.
يوجد أدناه بعض النواحي التي يتوجب عليك البحث عنها:
· العدد المتوقع للمتعلمين.
· مكان المتعلمين.
· الشهادات العلمية للمتعلمين وخبراتهم.
· خلفية المتعلمين.
· الخبرة في الوظائف الحالية أو في الوظائف التي ترتبط بها.
· متطلبات أداء الوظيفة مقابل مستويات المهارات الموجودة.
· الاختلافات في اللغة أو الثقافة لدى المتعلمين.
· دوافع المتعلمين.
· الصفات الجسدية والعقلية للمتعلمين.
· اهتمامات أو نزعات المتعلمين.
لا يهم أية أداة ستستعمل إنما المهم وجود المعلومات الكافية لك (كشخص غير مطّلع على النظام) كي تفهم النظام وتأخذ "الصورة الكبيرة" له وأن تولي الأهمية القصوى للأشخاص الذين يعملون ضمنه. |
أرسل المقالة
طباعة المقالة
شارك بتعليقك
