موسوعة التعلم والتدريب
الرئيسية المقالات استشارات استبيانات المجلس المنتديات بازار التدريب
 



تصفح مقالاتنــا





free counters


مقالات ذات صلة


التربية ما قبل المدرسية

أثر القصة في التربية




تابعنا في:
Facebook Twitter YouTube
المقالات >> تعليم وتدريب >> تعليم >> التَّربِيةُ بَينَ المَعرفيّ والقِيَميّ

ما هي المكانة التي تضعون فيها التذكير بالمعارف السابقة؟

بواسطة: غالية نوام, بتاريخ: الجمعة, 04 ديسمبر 2009
2548 قراءة


 

السؤال الخامس: ما هي المكانة التي تضعون فيها التذكير بالمعارف السابقة؟

من يذكر؟ كيف يتم التذكير؟ لصالح من يتم التذكير؟ التذكير بالمعارف السابقة لا يقدم الضمانة الكافية للدخول في معارف جديدة.  في رأيي، يجب أن نسارع إلى الزج بالمتعلمين في وضعيات والانتباه إلى ردود أفعالهم، وسيظهر بعض الخلط على مستوى توظيف الكلمات.  وفي هذه الحالة، يستطيع المدرس توقع هذا الخلط واستباقه بتوفير مصادر جيدة يقترحها على متعلميه، بهذا فقط يتفادى بناء المعارف الخاطئة.  يطلب من الطلبة القيام بتصنيفات مرتبطة بألفاظ، وستكون التنظيمات متعددة بما يسمح بالمحاججة والمفاوضة.  كل هذا سيسمح بالاستهداف الجيد للخلط المفاهيمي الموجود لدى المتعلمين وإشعارهم بالأسس التي على أساسها قمنا بتقويم معارفهم.

السؤال السادس: في التكوين المستمر، كيف بالإمكان مساعدة المدرسين على إدراك دورهم في نقل التعلمات؟

ما الذي ينبغي فعله مع المتعلمين للتيقن من أن ما درّسناه لهم قد تم استخدامه وأصبح بالفعل أدوات ذهنية بواسطتها يفكرون؟ المشكل نفسه يطرح على مستوى تكوين المدرسين.

النقل هو استخدام معارف معينة في سياق آخر غير الذي تم تعلمها فيه.  ومن أجل إنجاح النقل ينبغي أولا استخدام المعارف في إطارها الأصلي، ثم في المرحلة الثانية نجعل المتعلم مهما كان عمره يحس بإمكانية نقل هذه المعارف في اتجاه سياقات أخرى عن طريق التذكير بالسياقات الممكنة وتقديم أمثلة.  هذه المهمة تدخل دوماً في إطار التخطيط الذي يضعه المدرس أو المكون؛ أي تحديد: كيف ومتى نقوم بنقل للمعارف؟

بالنسبة لتغيير العادات لدى المتعلمين، فإن هذا الأمر يشكل تحدياً حقيقياً، فالعادات مترسخة، ودور المدرس في الغالب شكلي.  ينبغي من غير شك البدء بالاشتغال على المدرسين الشباب وجعلهم يعيشون تعلمات معبرة، وشيئاً فشيئاً ستتغير العادات، فحين تكون التجربة حقيقية وفعالة يتغير تمثلنا لما تعلمناه، وهذا يفتح المجال لتأمل ما ينبغي تدريسه وتدبره.

السؤال السابع: هل هناك تراتبية في نقل المعارف؟

نعم، يمكن أن نقول ذلك، فمن الأفضل البدء بالمعارف القريبة مما ندرسه، أما المعارف البعيدة فتتطلب الكثير من الجهد والوقت، كما لا يمكن أن يتم نقلها بشكل تلقائي أو اعتباطي.  حين يدخل المتعلم وسطاً معرفياً جديداً، يجد نفسه محاطاً بمعارف جديدة تعيق إمكانية استخدام معارفه المكتسبة من سياقاته السابقة ... في هذه الحالة تكون مهمة المدرس هي مساعدته على توظيف هذه المكتسبات والاستفادة منها، وإذا كان الأمر بالغ التعقيد فينبغي خلق وضعيات متعددة ومتنوعة لتمكين المتعلمين من توسيع دائرة إحساسهم بالأشياء المحيطة بهم، وهو أمر يتطلب الكثير من الجهد ومن الصبر أيضاً.  من جهة أخرى، على المدرس الاهتمام بترويج التعابير التي تترجم هذه الوضعيات بشكل أفضل، مع إدماج طرق التقويم ضمن هذه الأنشطة، لكنه مطالب أيضاً بالانتقال شيئاً فشيئاً من التدخل لفائدة المتعلم إلى مساعدته على تحقيق استقلاليته.

السؤال الثامن: في كثير من الحالات نجد أنفسنا أمام أشخاص مقهورين في أوساطهم الخاصة، كيف بالإمكان زرع الثقة في شخص مقهور ونيل ثقته؟

الشخص المقهور أكثر قدرة من الآخرين على تقدير الثقة بالنفس، حين يشعر متعلم من هذا القبيل بأن المدرس يسعى لأن يضع معارفه بين يديه من أجل مساعدته على النجاح فسيمنحه ثقته، ذلك أننا لا نمنح ثقتنا للآخرين حين لا تكون لدينا الضمانات الكافية بأن الأمر متبادل بين الطرفين.

إن المعرفي متداخل إلى حد كبير مع الوجداني، فلا يعمل أحدهما خارج دائرة تأثير الآخر، لهذا تكون مهمة المدرس الأساسية هي العمل على خلق جو ثقة متبادل، أو ما أسميه العقد البينذاتي (le contrat intersubjectivité)، والدخول في مجال تفاهم متبادل حول منتظرات كل طرف وتمثل الطرف الآخر وفهمه لها ... يجب أن يدرك المتعلم أن هناك شخصاً ما يؤمن بقدراته وهو هنا من أجل مساعدته، هكذا فقط تولد لديه الرغبة في منحنا ثقته ... بعض التفاصيل الصغيرة بإمكانها أن تقلب المعادلة رأساً على عقب، بالنسبة للمتعلمين فإن الأمر يتعلق بهويتهم، والصورة التي يملكونها حول ذواتهم، أما فيما يتعلق بما وراء المعرفة، فإن الأمر يهم المكانة التي يحتلها المتعلمون داخل مجتمعهم، والطريقة التي من خلالها يساهمون في تطوره، لكل هذا أندهش كثيراً حين أجد أن مهنة المدرس لا تلقى التقدير الذي تستحقه.

السؤال التاسع: كيف بإمكان المدرس لعب دور الوسيط بين المتعلمين داخل الفصل؟

الوساطة (médiation) بين المتعلمين هو أحد الأدوار المعقدة التي من المفترض أن يمارسها المدرس داخل الفصل، فمفهوم الوساطة بالنسبة لي مرادف لمفهوم البيداغوجيا.  وإذا كنا عادة ما نربط هذا المفهوم بحل الخلافات التي تنشأ بين المتعلمين ما يحيل على مفهوم آخر هو المصالحة (réconciliation) فإن المدرس يلعب دور الوسيط أيضاً بين هؤلاء المتعلمين من جهة، والمعرفة من جهة أخرى؛ أي أنه يقوم بمصالحة المتعلمين مع المعرفة عبر خلق المناخ المناسب للتعلم.  من أجل توضيح هذا الأمر، أقول إننا لا نتعلم عادة إلا ما هو مألوف ومقبول ثقافياً من قبل البيئة التي نعيش فيها، لهذا على المدرس تكييف المعرفة مع بيئة متعلميه.

ومن أجل القيام بعملية الوساطة والمصالحة هذه، ينبغي الالتزام بشروط معينة، يأتي في مستهلها أن تكون هذه المعرفة في متناول الجميع، مع استحضار أن أي معرفة مهما كانت فإننا لا نتعلمها من أجل ذاتها، بل من أجل توظيفها في مختلف عملياتنا العقلية كالفهم، والتفكير، والتحليل.  لهذا، يرى أينشتاين أن التعلم ليس واجباً لكنه فرصة نادرة من أجل الوعي بالقدرة التحريرية للمعرفة وإغناء حياتنا الخاصة والمجتمع الذي ننتمي إليه.  هناك أناس استثنوا من المدرسة أو استثنوا أنفسهم بأنفسهم.  لقد فقدوا الرغبة في تعلم معارف جديدة والقيام بأشياء مهمة، ففقدوا مكانهم داخل المدرسة.  إن المدرسة ليست بالضرورة المستقبل، إنها الحياة نفسها، الهنا والآن.  من أجل هذا، ينبغي أن تمنح المدرسة روادها معنى الحياة ... علينا البحث عن كيفية إقناع التلاميذ الذين لا يبدون اهتماماً لما نقوله بالالتحاق بنا عن طريق زرع الأسئلة وخلق التحديات ... في يوم ما، وبعد أن أنهيت ورشة قمت بها مع تلاميذ صغار السن، قال لي أحدهم: لقد أحببت ما قمنا به لأنه كان مبنياً على سؤال أردنا جميعاً العثور على جواب له، الجميع شارك في البحث عن الجواب وقلنا ما نريد دون شعور بالخوف.

الأمر نفسه يحدث مع الراشدين، إنه الخوف من ألا نكون في المستوى المطلوب والمرغوب فيه ... إنها رغبتنا جميعاً في الحصول على مكان ما داخل النسق، وإمكانية أن يقول المرء كلمته دون أن يحاكم من قبل الآخرين.

 

مكانة القيم ووظيفتها في السياق التربوي

فرانس جوتراس2

عادة ما تشكل القيم أو القواعد إطاراً مرجعياً لما نفعله، إنها بمثابة المبدأ المتحكم في ردود أفعالنا والمحدد لطبيعة الردود التي نقدمها كأجوبة على الأسئلة التي تعترض طريقنا.  حين نطرح سؤالاً من قبيل ما الذي يتحكم في رد فعلك وفي صياغتك لقرارك؟ على شخص ما من جهة، وعلى مشتغل بالحقل التربوي من جهة أخرى، فقد يجيب الأول انطلاقاً من قيمه الذاتية، لكن هل على الثاني أن يقدم الجواب نفسه؟ من جهة أخرى، ما الذي يميز القيم (valeurs) عن القواعد (normes)؟ لماذا تقدم المؤسسة التربوية على أنها مجال مخترق من قبل أنساق قيمية متعددة؟

للجواب عن هذه الأسئلة، سنحاول رسم مجموعة من المسارات نعرف من خلالها مفهوم القيم وعلاقتها بالقواعد، وعلاقة التربية بالتنشئة الاجتماعية في المؤسسة التربوية، إضافة إلى تحليل وظيفة المدرسة التي تعتبر منذ القدم فضاء مميزاً للتشبع بالقيم، وكل هذا يمر عبر تحديد مميزات القيم ومكانتها ووظيفتها في السياق التربوي.

مفهوم القيم

 

بالنسبة للبعض، يحيل مفهوم القيم على المجال الاقتصادي، إذ عادة ما ترتبط القيمة بملكية خاصة أو ببورصة القيم، كما قد تحضر كوحدة للقياس كقيمة البيضاء أو ذات السن في النوتة الموسيقية، أما بالنسبة للبعض الآخر، فقد يتعلق الأمر بالحكم الذي نطلقه على شخص معين حين نقول إن هذا الرجل ذو قيمة كبيرة نظراً لخصائصه ومميزاته.

 

 

هذه الأمثلة المأخوذة من الأحاديث اليومية المألوفة تعبر عن جزء من مفهوم القيمة الذي يرتبط بحكم أساسي يتعلق بتقدير جودة الشيء وقيمته، ولعل هذا ما جعل فيلسوفاً كأوليفي روبول يكتب العام 1992 أنه ليست لكل القيم القيمة نفسها، الشيء الذي يحيل على مبدأ تراتبية القيم، فقيمة إحداها بالتأكيد تفوق قيمة الأخرى، لكن كيف بالإمكان تعريف القيمة؟

 

 

حسب الفلاسفة، فإن التفكير في شيء ما يحيل على قيمته، بينما التفكير في الواجب (devoir) أو الضرورة (obligation) يقودنا إلى التعاطي مع مفهوم القواعد (normes).  إن القواعد تحيل على ما ينبغي فعله، بينما القيم تحيل على ما هو مثالي (idéal)، في مجال الأخلاق (éthique)، نعتبر أن القيم والقواعد تنتمي إلى مجال رد الفعل، لأنها تراقب قراراتنا وتوجهها كما أنها توجهنا وتقدم لنا أسباباً كافية حتى نعبر في هذا الاتجاه أو ذاك.  قد يتعلق الأمر في بعض الأحيان بالمراقبة الداخلية، أما في أحيان أخرى فهو يحيل على المراقبة الخارجية لسلوكاتنا.  لكل هذا، فإن علماء الاجتماع يقولون بارتباط القواعد والقيم بنماذج اجتماعية تقوم على أساس ارتباط بعضها بالبعض الآخر.

 

 

إن قواعد مجتمع ما مندمجة في تشريعاته وقوانينه التي من السهل العودة إليها، لكونها مكتوبة ومسطرة بشكل واضح، لهذا نقول لا عذر لمن يجهل القانون.  أما القيم، فتتموقع في مستوى أكثر عفوية واعتباطية من القواعد، وعلى الرغم من طابعها العفوي، فهي أكثر تجذّراً، لهذا كثيراً ما نتحدث عن صدامات القيم وصراعاتها.  هذه القيم لا نعيرها كثير انتباه، لأنها تنبع من داخلنا، لكننا قد نجد أنفسنا وبالصدفة أمام حدث أو سلوك قد يؤدي إلى خلخلة كل شيء.  في هذه الحالة يأخذ الصدام طابعاً ثقافياً، نفسياً وأيديولوجيا أكثر منه اجتماعياً.

 



هذه المقالة تتألف من عدة صفحات، استخدم التالي، والسابق للتنقل بين صفحاتها. وكذلك يمكنك استخدام الفهرس

< السابق التالي >



فهرس المقالة

التَّربِيةُ بَينَ المَعرفيّ والقِيَميّ







السابق
إيلاف نت التالي