موسوعة التعليم والتدريب
النشرة البريدية الدورية
الأحد 5 سبتمبر، 2010
أي علاقة أصبحت تربط بين المدرس وتلميذه؟

يجمع العديد من الباحثين الاجتماعيين والأساتذة والآباء على كون علاقة المدرس والتلميذ وصلت إلى الباب المسدود في أغلب الأحيان. فقد انتشر التشنج والعداء وانعدام الثقة بين الطرفين وغياب الاحترام الواجب، بل قد تصل العلاقة إلى حد التهديد بالقتل كما وقع لمدرس بنواحي خنيفرة في يناير الماضي، فقد حاول ثلاثة من تلامذته يتابعون دراستهم بسلك الإعدادي ذبحه من الوريد بعد أن اعتدوا عليه بالضرب وأسقطوه أرضا، ناهيك عن العديد من حالات الاعتداء والسب والشتم، وما يزيد الطين بلة هو التقارير الدولية والوطنية حول تدني مستوى التعليم ببلادنا، لعل آخرها تقرير المجلس الأعلى للتعليم، والذي أنجزته الهيئة الوطنية للتقويم؛ بتعاون مع المركز الوطني للتقويم والامتحانات التابع لوزارة اخشيشن، إذ خلص التقرير إلى أن الثلث فقط من تلاميذ القسم الرابع ابتدائي يستطيعون إنجاز عمليات الجمع والضرب والطرح والقسمة، كما أن غالبية التلاميذ المغاربة لا يتقنون قراءة النصوص المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

تنشئة اجتماعية مضطربة

الباحث الاجتماعي عزيز مشواط يؤكد بأن الأستاذ لم يعد نموذجا بالنسبة للتلميذ، لأن وسائط الاتصال الحديثة، وبخاصة التلفزة وبعدها الأنترنت أحدثت إخلالاً كبيراً في نظام التنشئة الاجتماعية، وأحدثت اضطراباً وانعدام توازن بين مستويين مختلفين من الخطاب؛ الأول تنتجه المدرسة والأسرة، ويمكن وسمه بالتقليدي؛ والثاني يتم تلقيه من وسائط الاتصال، ويتجه نحو التحرر واعتماد آليات جديدة في التبليغ يغلب عليها الطابع الترفيهي. وبهذا المعنى، يضيف مشواط في تصريح لــ''التجديد''، لم يعد دور الأستاذ بسيطا؛ لأنه لم يعد المالك الوحيد للمعرفة، بل صارت العملية معقدة بعد أن تجاورت إلى جانب المدرسة والأسرة وسائط الاتصال الجديدة، بل إن التربية أو التنشئة صارت في اتجاه قوى درجة تأثير وسائل الإعلام، حيث ''أصبحت التربية عملية منتشرة تقوم بها الأسرة والمؤسسات التعليمية ومؤسسات الشغل والمؤسسات السياسية ووسائل الاتصال على اختلاف أنواعها''.وأشار المتحدث إلى أن الكثيرين بفعل هذا التأثير بدأوا يتحدثون عن ''موت أو نهاية المدرس'' بالموازاة مع ''موت المدرسة'' بفعل هاته السطوة الإعلامية، والتأثير الذي لا يخرج عن سياق ما تتعرض له المدرسة على الأقل في البلدان الثالثة من هجوم، حيث تكاد تعلن استقالتها من تدبير الشأن القيمي والثقافي، فاسحة المجال لفاعلين جدد (الفضائيات- الأنترنيت-..)، استطاعوا أن يثبتوا أنهم الأجدر بحمل مشعل الترويج القيمي للأفكار والمعتقدات والطقوس.

للثورة الإعلامية دور

لكن بعيدا عن هاته التنظيرات لابد من الإشارة إلى استحالة فصل العلاقة بين المتعلم والمدرس عن المنظومة التربوية ككل. فهاته المنظومة هي التي تحدد طبيعة هاته العلاقة انطلاقا من تصورها حول الإنسان بشكل عام، و ماهو النموذج المرغوب فيه. وطبعا هذا النموذج لا ينفصل عن اختيارات سياسية يتحكم فيها النظام القائم. ويؤكد مشواط أن الدليل على هاته الاستحالة هو أن المدرس ومعه المدرسة لا تزال مثار صراع بين الراغبين في احتكار مجال ترويج الحقيقة، و يعتبرون أن المدرسة عبر قناتها الرئيسية تبقى الأداة الرئيسية للمنظومة التربوية في نقل القيم وإعادة إنتاج الأدوار، وتحويل طفل اليوم الذي يشكل راشد الغد إلى عضو فاعل قادر على القيام بأدواره الاجتماعية، متمثلاً للمعايير والقيم والتوجهات التي تحكم الجماعة، لكن الثورة الإعلامية التي يمكن أن نعتبر أن أهم تعبيراتها هي إمبريالية الصورة أحدثت اختلالات كبيرة على مستوى صورة المدرسة والمدرس، إذ لم يعد قادرا على تشكيل النموذج المحتذى. تتمة المقالة


آخر المقالات:



استبانة مختارة

التقييم الذاتي لمهارات الإلقاء والعرض

إن ما يقوله ويفعله ويفكر فيه المتعلِّمون هو ما يصنع التعليم، وليس ما يقوله ويفعله ويفكر فيه المعلِّمون. ما رأي متعلميك فيك؟

تكلمة الاستبانة


آخر الاستشارات

كيف أقدم النقد للمتدربين... ولزملائي؟
أموري جيدة للغاية... يقولون عني أنني اجذب انتباه الجمهور في معظم الوقت الذي أقدم فيه محاضرتي... وحتى أثناء التدريبات.. ولكنني في الفترة الماضية تلقيت العديد من التنويهات، منها: أنني نيراني في توجيه ملاحظاتي للمتعلمين. أن المتعلمين عادة ما يستاؤون من ملاحظاتي عليهم؟؟؟ حتى زملائي: فالكثير منهم طلب مني عدم توجيه أي نقد له... سراً أو علانية!!!


المتدربون الصعبون: كيف أتعامل معهم؟
أثناء التدريب الذي أقوم به كثيرا ما أواجه بعض المتدربين ... ماذا أقول؟... الصعبين؟... الغرباء... وكثيراً ما يقومون بتصرفات غريبة فيها الكثير من التحدي... ماذا أفعل؟ وكيف اتعامل معهم؟

إن هذه الرسالة تصلك بسبب اشتراكك في اللائحة البريدية لموسوعة التعليم والتدريب، لتعديل اشتراكك للإضافة إلى لوائح أخرى أو لالغاء اشتراكك الرجاء استخدام الروابط بالأدنى.

جميع الحقوق محفوظة، موسوعة التعليم والتدريب © 2009-2010

موسوعة التعليم والتدريب







مع أطيب التحيات
موسوعة التعليم والتدريب
Email: info@edutrapedia.com
Web: www.EDUTRAPedia.com